الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (25- 29): .شرح الكلمات: {الملك}: أي الملك الحق لله ولم يبق لملوك الأرض وماليكها ملك في شيء ولا لشيء. {على الكافرين عسيراً}: أي صعباً شديداً. {يعض الظالم على يديه}: أي ندماً وأسفاً على ما فرط ف جنب الله. {سبيلا}: أي طريقاً إلى النجاة بالإيمان والطاعة. {لم أتخذ فلاناً خليلاً}: أي أبي بن خلف خليلاً صديقاً ودوداً. {لقد أضلني عن الذكر}: أي عن القرآن وما يدعو إليه من الإيمان والتوحيد والعمل الصالح. {وكان الشيطان}: شيطان الجن وشيطان الإنس معاً. .معنى الآيات: .من هداية الآيات: 2- إثبات مجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء يوم القيامة. 3- تندم الظلمة وتحسرهم على ما فاتهم من الإيمان والطاعة لله ورسوله. 4- بيان سوء عاقبة موالاة شياطين الإنس والجن وطاعتهم في معصية الله ورسوله. 5- تقرير مبدأ أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب إذ عقبة بن أبي معيط هو الذي أطاع أبي بن خلف حيث آمن، ثم لامه أُبيُّ بن خلف فارتد عن الإسلام فهو المتندم المتحسر القائل {يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر...}. .تفسير الآيات (30- 34): .شرح الكلمات: {هادياً ونصيراً}: أي هادياً لك إلى طريق الفوز والنجاح وناصراً لك على كل إعدائك. {جملة واحدة}: أي كما نزلت التوراة والإنجيل والزبور دفعة واحدة فلا تجزئه ولا تفريق. {لتثبت به فؤادك}: أي نقوي قلبك لتتحمل أعباء الرسالة وأبلاغها. {ورتلناه ترتيلاً}: أي أنزلناه شيئاً فشيئاً آيات بعد آيات وسورة بعد أخرى ليتيسر فهمه وحفظه. {شر مكاناً}: أي ينزلونه وهو جهنم والعياذ بالله منها. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين} أي وكما جعلنا لك أيها الرسول أعداء لك من مجرمي قومك جعلنا لكل نبي قبلك عدواً من مجرمي قومه، إذاً فاصبر وتحمل حتى تبلغ رسالتك وتؤدي أمانتك، والله هاديك إلى سبيل نجاحك وناصرك على أعدائك. وهذا معنى قوله تعالى: {وكفى بربك هادياً ونصيراً}. وقوله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نُزلَ عليه القرآن جملة واحدة} أي وقال المكذبون بالبعث المنكرون للنوبة المحمدية المشركون بالله آلهة من الأصنام هلا نزل عليه القرآن مرة واحدة مع بعضه بعضاً لا مفرقاً آيات وسوراً أي كما نزلت التوراة جملة واحدة والإنجيل الزبور وهذا من باب التعنت منهم والاقتراحات التي لا معنى لها إذ هذا ليس من شأنهم ولا مما يحق لهم الخوض فيه، ولكنه الكفر والعناد. ولما كان هذا مما قد يؤلم الرسول صلى الله عليه وسلم رد تعالى عليهم بقوله: {كذلك} أي أنزلناه كذلك منجماً ومفرقاً لحكمة عالية وهي تقوية قلبك وتثبيته لأنه كالغيث كلما أنزل أحيا موات الأرض وازدهرت به ونزوله مرة بعد مرة أنفع من نزول المطر دفعة واحدة. وقوله تعالى: {ورتلناه ترتيلا} أي أنزله مرتلاً أي شيئاً فشيئاً ليتيسر حفظه وفهمه والعمل به. وقوله تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً} هذا بيان الحكمة في نزول القرآن مفرقاً لا جملة واحدة وهو أنهم كلما جاءوا بمثل أو عرض شبهة ينزل القرآن الكريم بإبطال دعواهم وتفنيد كذبهم، وإلغاء شبهتهم، وإحقاق الحق في ذلك وبأحسن تفسير لما اشتبه عليهم واضطربت نفوسهم فيه وقوله تعالى: {الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكاناً وأضل سبيلاً} أي أولئك المنكرون للبعث المقترحون نزول القرآن جملة واحدة هم الذين يحشرون على وجوههم تسحبهم الملائكة على وجوههم إلى جهنم لأنهم مجرمون بالشرك والتكذيب والكفر والعناد أولئك البعداء شر مكاناً يوم القيامة، واضل سبيلاً في الدنيا، إذ مكانهم جهنم، وسبيلهم الغواية والضلالة والعياذ بالله من ذلك. .من هداية الآيات: 2- بيان سنة الله في العباد وهي أنه ما من نبي ولا هاد ولا منذر إل وله عَدُوًّ من الناس وذلك لتعارض الحق مع الباطل، فينجم عن ذلك عداء لازم من أهل الباطل لأهل الحق. 3- بيان الحكمة في نزول القرآن منجماً شيئاً فشيئاً مفرقاً. 4- بيان أن المجرمين يحشرون على وجوههم لا على أرجلهم إلى جهنم إهانة لهم وتعذيباً. .تفسير الآيات (35- 40): .شرح الكلمات: {وزيراً}: أي يشد أزره ويقويه ويتحمل معه أعباء الدعوة. {إلى القوم الذين كذبوا}: هم فرعو وآله. {لما كذبوا الرسل}: أي نوحاً عليه السلام. {وجعلناهم للناس آية}: أي علامة على قدرتنا في إهلاك وتدمير الظالمين وعبرة للمعتبرين. {وعاداً وثمود}: أي اذكر قوم عاد وثمود إلخ.. {وأصحاب الرس}: الرس بئر رس فيها قوم نبيهم، أي رموه فيها ودسوه في التراب. {وقروناً بين ذلك كثيراً}: أي ودمرنا بين من ذكرنا من الأمم قروناً كثيراً. {تبرنا تتبيرا}: أي دمرناهم تدميراً. {التي أمطرت مطر السوء}: هي سدوم قرية قوم لوط. {لا يرجون نشوراً}: أي لا يؤمنون بالبعث والجزاء الآخر. .معنى الآيات: وقوله: {وكلاً ضربنا له الأمثال} أي إقامة للحجة عليهم فما أهلكناهم إلا بعد الإنذار والإعذار لهم. وقوله: {وكلاً تبرنا تبتيراًً} أي أهلكناهم إهلاكاً لتكذيبهم رسلنا وردهم دعوتنا. وقوله: {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء} أي ولقد مر أي كفار قريش على القرية التي أمطرت مطر السوء أي الحجارة وهي قرى قوم لوط سدوم وعمورة وغيرها فأهلكهم لتكذيبهم رسولهم وإتيانهم الفاحشة وقوله تعالى: {أفلم يكونوا يرونها} في سفرهم إلى الشام وفلسطين. فيعتبروا بها فيؤمنوا وهو استفهام تقريري وإذا كانوا يمرون بها وفكنهم لم يعتبروا لعلة وهي أنهم لا يؤمنون بالبعث الآخر وهو معنى قوله تعالى: {بل كانوا لا يرجون نشوراً} فالذي لا يرجو أن يبعث ويحاسب ويجزى لا يؤمن ولا يستقيم أبداً. .من هداية الآيات: 2- بيان عاقبة المكذبين وما حل بهم ومن دمار وعذاب. 3- بيان علة تكذيب قريش للرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به وهي تكذيبهم بالبعث والجزاء فلهذا لم تنفعهم المواعظ ولم تؤثر فيهم العبر. .تفسير الآيات (41- 44): .شرح الكلمات: {إلا هزواً}: أي مهزوءاً به. {أهذا الدي بعث الله رسولاً}: أي في دعواه لا أنهم معترفون برسالته والاستفهام للتهكم والاحتقار. {ن كان ليضلنا عن آلهتنا}: أي قارب أن يصرفنا عن آلهتنا. {لولا أن صبرنا عليها}: أي لصرفنا عنها. {أرأيت من اتخذ آلهه هواه}: أي أخبرني عمن جعل هواه معبوده فأطاع هواه. فهل تقدر على هدايته. {إن هم إلا كالأنعام}: أي ما هم إلا كالأنعام في عدم الوعي والإدراك. .معنى الآيات: وقوله: {أم تحسب} أيها الرسول أن أكثر هؤلاء المشركين يسمعون ما يقال لهم ويعقلون ما يطلب منهم إن هم إلا كالأنعام فقط بل هم أضل سبيلاً من الأنعام إذ الأنعام تعرف طريق مرعاها وتستجيب لنداء راعيها وهم على خلاف ذلك فجهلوا ربهم الحق ولم يتسجيبوا لنداء رسوله إليهم. .من هداية الآيات: 2- يتجاهل الإنسان الضال الحق وينكره حتى إذا عاين العذاب عرف ما كان ينكر، وآمن بما كان يكفر. 3- هداية الإنسان ممكنة حتى إذا كفر بعقله وآمن بشهوته وعبد هواه تعذرت هدايته وأصبح أضل من الحيوان وأكثر خسراناً منه. .تفسير الآيات (45- 49): .شرح الكلمات: {ولو شاء الله لجعله ساكناً}: أي ثابتاً على حاله ي الطول والامتداد ولا يقصر ولا يطول. {ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً}: أي علامة على وجوده إذ لولا الشمس لما عرف الظل. {ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيرا}: أي أزلناه بضوء الشمس على مهل جزءاً فجزءاً حتى ينتهي. {ثم جعلنا الليل لباساً}: أي يستركم بظلمه كما يستركم اللباس. {والنوم سباتاً}: أي راحة لأبدانكم من عناء عمل النهار. {وجعل النهار نشوراً}: أي حياة إذ النوم بالليل كالموت والانتشار بالنهار كالبعث. {بشراً بين يدي رحمته}: أي مبشرة بالمطر قبل نزوله، والمطر هو الرحمة. {ماء طهوراً}: أي تتطهرون به من الأحداث والأوساخ. {لنحيي به بلدة ميتاً}: أي بالزروع والنباتات المختلفة. {أنعاماً وأناسي كثيراً}: أي حيواناً وأناساً كثيرين. {ولقد صرفناه بينهم}: أي المطر فينزل بأرض قوم ولا ينزل بأخرى لحكم عالية. {ليذكروا}: أي يذكروا فضل الله عليهم فيشكروا فيؤمنوا ويوحدوا. {فأبى أكثر الناس إلا كفوراً}: أي فلم يذكروا وأبى أكثرهم إلا كفوراً جحوداً للنعمة. .معنى الآيات: وثانياً: في الليل والنهار قال تعالى: {وهو الذي جعل لكم الليل لباساً} أي ساتراً يستركم بظلامه كما تستركم الثياب، {والنوم سباتاً} أي حياة بعد وفاة والنوم فيتنشر فيه الناس لطلب الرزق بالعمل بالأسباب والسنن التي وضع الله تعالى لذلك. وثالثا: إرسال الرياح للقاح السحب للإِمطار لإحياء الأرض بعد موتها بالقحط والجدب قال تعالى: {وهو الذي أرسل الرياح} هو لا غيره من الآلهة الباطلة {أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته} أي مبشرات بالمطر متقدمة عليه وهو الرحمة وهي بين يديه فمن يفعل هذا غير الله؟ الله إنه لا أحد. ورابعاً: إنزال الماء الطهور العذب الفرات للتطهير به وشرب الحيوان والإنسان قال تعالى: {وأنزلنا من السماء ماء طهوراً لنحيي به بلدة ميتاً ونسقيه مما خلقنا أنعاماً} أي إبلاً وبقراً وغنماً {وأناسي كثيراً} أي وأناساً كثيرين وهم الآدميون ففي خلق الماء وإنزاله وإيجاد حاجة في الحيوان والإنسان إليه ثم هدايتهم لتناوله وشربه كل هذا آيات الربوبية الموجبة لتوحيد الله تعالى. وخامساً: تصريف المطر بين الناس فيمطر في أرض ولا يمطر في أخرى حسب الحكمة الإلهية والتربية الربانية، قال تعالى: {ولقد صرفناه بينهم} أي بين الناس كما هو مشاهد إقليم يسقى وآخر يحرم، وقوله تعالى: {فأبى أكثر الناس إلا كفوراًً} أي جحوداً لإنعام الله عليهم وربوبيته عليهم وأولهيته لهم. وهو أمر يقتضي التعجب والاستغراب هذه مظاهر الربوبية المقتضية للألوهية، {وأبى أكثر الناس إلا كفوراً} والعياذ بالله تعالى. .من هداية الآيات: 2- بيان فائدة الظل إذ به تعرف ساعات النهار وبه يعرف وقت صلاة الظهر والعصر فوقت الظهر من بداية الفيء، أي زيادة الظل بعد توقفه من النقصان عند وقوف الشمس في كبد السماء، ووقت العصر من زيادة الظل مثله بمعنى إذا دخل الظهر والظل أربعة أقدام أو ثلاثة أو أقل أو أكثر فإذا زاد مثله دخل وقت العصر فإن زالت الشمس على أربعة أقدام فالعصر يدخل عندما يكون الظل ثمانية أقدام وإن زالت الشمس على ثلاثة أقدام فالعصر على ستة أقدام وهكذا. 3- الماء الطهور وهو الباقي على أصل خلقته فلم يخالطه شيء يغير طعمه أو لونه أو ريحه، وبه ترفع الأحداث وتغسل النجاسات، ويحرم منعه عمن احتاج إليه من شرب أو طهارة. .تفسير الآيات (50- 56): .شرح الكلمات: {وجاهدهم به جهاداً كبيراً}: أي بالقرآن جهاداً كبيراً تبلغ فيه أقصى غاية جهدك. {مرج البحرين}: أي خلط بينهما وفي نفس الوقت منع الماء الملح أن يفسد الماء العذب. {وجعل بينهما برزخاً}: أي القرآن جهاداً كبيراً تبلغ فيه أقصى غاية جهدك. {مرج البحرين}: أي خلط بينهما وفي نفس الوقت منع الماء الملح أن يفسد الماء العذب. {وجعل بينهما برزخاً}: أي حاجزاً بين الملح منهما والعذب. {وحجراً محجوراً}: أي وجعل بينهما سداً مانعاً فلا يحلو الملح، ولا يملح العذب. {خلق من الماء بشراً}: أي خلق من الماء الإنسان والمراد من الماء النطفة. {فجعله نسباً وصهراً}: أي ذكراً وأنثى أي نسباً ينسب إليه، وصهراً يصهر إليه أي يتزوج منه. {ما لا يضرهم ولا ينفعهم}: أي أصناماً لا تضر ولا تنفع. {وكان الكافر على ربه ظهيرا}: أي معيناً للشيطان على معصية الرحمن. .معنى الآيات: أي معيناً للشيطان على الرحمن والعياذ بالله تعالى. وقوله تعالى: {وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً} يقول تعالى لرسوله إنا لم نرسلك لغير بشارة المؤمنين بالجنة ونذارة الكافرين بالنار أما هداية القلوب فهي إلأينا من شئنا هدايته اهتدى ومن لم نشأها ضل. إلا أن الله يهدي ويضل حسب سنن له قد مر ذكرها مرات. .من هداية الآيات: 2- حرمة طاعة الكافرين في أمور الدين والشرع. 3- من الجهاد جهاد الكفار والملاحدة بالحجج القرآنية والآيات التنزيلية. 4- مظاهر العلم والقدرة الإلهية في عدم اختلاط البحرين مع وجودهما في مكان واحد. وفي خلق الله تعالى الإنسان من ماء وجعله ذكراً وأنثى للتناسل وحفظ النوع. 5- التنديد بالمشركين والكافرين المعينين للشيطان على الرحمن.
|